

وسام طي أبو ضرغم
باحث و محاضر
مازن فرج
طبيب وباحث
ليلى زيدان
استاذة مادة الفلسفة وباحثة
رنا قائد بيه
مديرة تحرير مجلة الأبحاث في الجامعة الأميركية- بيروتفادي الحسنيه
دكتوراه في العلوم السياسية
حسان زين الدين
مؤلف الروايةوالفضل في إنجاز هذا العمل يعود إلى روح الجماعة، المؤمنة بأن نكون طليعيّين ومشاركين في البصمات الإبداعيّة الأصيلة، التي بها وحدها يمكن أن نورّث لأجيالنا المقبلة، تصوّرًا قابلًا للحياة، يعبّر عن قيمنا نحن، ويثبت هويتنا بين أبنائنا، فالسطحية لا تبني فكرًا يورّث...
ويبقى الأمر الأخير، وهو قصّتي مع "وادي المسك"...

عن الرواية
وادي المسك
شكر وتقدير

عن الكاتب
حسان زين الدين
مارلين كنعان
استاذة الفلسفة والحضارات في جامعة البلمند، باحثة وكاتبة صحفية
عيسى مخلوف
شاعر وناقد أدبي وكاتب صحفي
سامح الزهار
أكاديمي و باحث في التراث و مؤرخ و روائي
شفيقة وعيل
ناقدة أدبيّة
مريم مشتاوي
ناقدة أدبيّةأراء النقاد
عيسى مخلوف
شاعر وناقد أدبي
يتوقّف حسّان زين الدين، في روايته "وادي المِسك" (دار الأنام)، عند البحث عن الذات والصراع الدائم بين التمسّك بالفرديّة والانحلال في الكون، بين الحرّية والعبوديّة. العبوديّة التي تتّخذ أشكالاً جديدة لم تعرفها البشرية طوال ألوف السنين، وهي تُواكب التقدّم العلمي الهائل الذي تتغيّر معه، أكثر فأكثر، خريطة الحياة على الأرض. شخصيّات هذه الرواية المتّكئة على خلفية علمية وفلسفية هي فراشات ويراعات ويعاسيب، يتحرّك بينها شخصان كأنّهما عينُ الرواي التي تتأمّل في المصير والعالم. يستهلّ الكاتب روايته بالسؤال الآتي: "ما الشغف الذي يُحَرّك فراشة لتُلقي نفسها في أعماق النار المتّقدة؟" إنه التوق إلى "الالتحام بالنار على أمل خروجها بصحبة النور متجاوزةً حدّ الاحتراق باللهب". في هذا السياق، يتّضح مسعى الفراشة إلى استكشاف ذاتها من خلال التوجّه نحو القمم العالية تلبيةً لنداء غامض، لعلّ النور يوقظها فتصبح حاضرة في "روح الكلّ". أحالتني قراءة هذا الكتاب إلى طيور فريد الدين العطّار التي انطلقت هي أيضا في رحلة روحيّة طويلة صارت مرادفاً لوجودها. كانت تسافر بحثاً عن السيمورغ، وسرعان ما اكتشفت أنّه موجود في كلّ واحد منها. هكذا استدلّت الفراشات في الرواية على صوت يختلج في داخلها ويدعوها إلى تسليم جناحيها للريح والتمعُّن في أوراق الشجر لترى كيف ترتفع في الهواء. هذه الدعوة إلى التماهي مع الطبيعة لا تخلو من مجازفة، لكنّها المجازفة التي أشار إليها النفّري حين قال "إنّها جزءٌ من النجاة". البحث عن الذات الإنسانيّة هنا هو، على نحو ما، بحث عن المستحيل، لأنه يذهب أبعد من منطق الثنائيات ليُظهر لنا كيف تتّحد الفراشة بالمُطلَق بعد أن يحترق جناحاها وتصير عُصارةَ قلب ينبض فحسب، كإيكاروس الذي اقترب من الشمس وذابَ شمعُ جناحيه وَفقَ الأسطورة الإغريقيّة. تحيل الرحلة في عالم الفراشات إلى البشر وتطلّعاتهم وهمومهم، وإلى الخطر المحدّق في وجودهم بمقدار ما يزداد التقدّم العلمي والتكنولوجي، لأنّ المستفيد الأول من هذا التقدّم هو السلطة السياسية، وسلطة الحروب والأسلحة الأكثر فتكاً. تذهب رواية حسّان زين الدين أبعد من الحكايات التي ترويها لتكشف عن الهاجس الذي انطلقت منه ولترسم مسار هذه الرحلة التي تتقاطع مع الدافع العميق إلى الكتابة والفنّ، بل مع الإبداع بصورة عامّة، بما هو اقتراب من المناطق المُعتمة، اللاواعية في النفس، وبما هو طَواف، في سرّ الذات والوجود، قد يخفّف من وطأة الواقع ومأساة الحياة اليوميّة وعواصفها التي لا تستكين
مارلين كنعان
استاذة جامعية، باحثة وكاتبة صحافية
يقول الحلاج: "من لم يقف على إشاراتنا لن ترشده عباراتنا". تصحّ هذه العبارة في رواية حسّان زين الدين العرفانية الموسومة بـ"وادي المِسك" الصادرة حديثاً في بيروت عن دار "الأنام" للطباعة والنشر (2024). فهي مليئة بالإشارات التي تتفتح على رؤىً صوفية وفلسفية ترتبط بأحوال العارف الباحث عن ذاته والساعي وراء معنى الوجود على الصعيدين الفردي والكوني. أبطال هذه الرواية فراشات يافعات، ذكور وإناث، ويعاسيب ونمل ويراعات وغيرها من الكائنات الحية الإنسية والحيوانية من السائرين على طريق المجاهدة وترويض النفس، العاملين على تحرير الذات من علائق المادة وشهواتها وغيرها من الشواغل التي تعيق التقدّم نحو "القمم المرتفعة" و"اختراق حقيقة اللهب" تلبية لنداء النار الغامض بغية التماهي مع النور والحضور في "روح الكل" أو "الأنيما"، الإسم اللاتيني لصورة الروح الأنثوية لدى الرجل التي تحدث عنها كارل غوستاف يونغ، والتي تسعى الفراشة "زارا" نحوها بكل ما أوتيت من قوة. قراءة هذه الرواية ممتعة. لكن سبر أغوارها يحتاج إلى شحنة من الروحانيات والرؤى الفلسفية. دونها لن يسافر القارئ على أجنحة فراشاتها نحو أفق الإشارة ومعاينة الجمال في مسلك غايته بلوغ أسمى درجات المعرفة والتطلع إلى المكاشفات التي تتطلب العزلة والصمت وتخلية القلب وتحليته بلباب الفضائل والتقابل الذي يعكس الحقيقة. في شكل من أشكال الإسقاط، يختزل حسّان زين الدين في صورة الفراشات أحوال النفس الإنسانية التي يزخرفها بخطوط المجاز مستعيناً في سرديته بأقصى قدرات اللغة على التكثيف والاختزال. فيصور من خلال حوارات زارا المنتمية فصيلتها إلى وادي المسك مع اليعسوب دراغونيا والفراشات ليلى وريشا وسمندل ونورا وغلاسيا والهدهد وغيرها رؤيته للمصير والعالم، متجاوزاً شفافية العبارة بعمق الإشارة فاتحاً باب التأويل، مما يمنح روايته جمالية خاصة تجمع بين أناقة المبنى وعمق المعنى. ليست المرة الأولى التي أقرأ روايةً تعالج أحوال الروح والذات على لسان الطيور والفراشات والنمل وغيرها من الكائنات الحيّة. ولعل "منطق الطير" للشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار والرحلة الطويلة التي قطعتها الطيور في بحثها عن ملكها المقيم في جبل قاف تشبه، بمعنىً ما، رحلة الفراشة زارا ورفيف أجنحتها التي تقطع التلال والأودية كي تصل إلى القمة، مُصغية فقط إلى صوت في داخلها يدعوها إلى البحث عن النور الذي لا يدنى منه والذي تودّ ملاصقته بكيانها؛ أو قصيدة إدموند سپنسر "قدر الفراشة" المنجذبة إلى رحيق الأزهار والضوء والنار والتي تُفهَم على أنها رمز إلى رحلة روح المتصوف وتلاشيها في الجمال الإلهي، كما في رحلة الفراشة إلى اللهب التي وصفها الشاعر العارف النقشبندي عبد الغني النابلسي في قصيدة من ديوان "الحقائق". يمكن القول إن رواية "وادي المسك" قد تسامت في موضوعها إلى مستوى آخر من الوعي في خضمّ خواء عالمنا المادي وأسئلته الكثيرة، ولعلّها تقدّم لنا كتابة تضبط الإيقاع الحقيقي للوجود وتعيدنا إلى تطلّعات الإنسان وهمومه الأساسية بلغة تمزج بين الخطاب القائم على المحادثة والمحاورة والمنفتح على معارج الروح السالكة سبيل الحقّ ومراتبه السامية
مريم مشتاوي
استاذة جامعية، باحثة وكاتبة صحافية
وادي المسك: رحلة إلى عوالم الوجود في معراج فراشة. طالما كان نقاء الروح وطهارتها في الموروث العرفاني باباً لعبور حدود ما يُدرك بالحس، نحو عوالم مشبعة بالأنوار والأسرار، حيث يفوح عبق حضور استثنائي، نقرأ عنه في قصص القديسين وكرامات الأولياء. لكن ماذا لو لم تكن هذه العوالم مجرد أساطير؟ بل تجارب يمكن أن تُعاش في واقعنا المعاصر؟ قد نميل إلى اعتبار مثل هذه السرديات غرائبية وضرباً من الهذيان، مقارنة بالاهتمامات الأدبية التقليدية، غير أننا أمام عمل يستحضر روح التكوين الفلسفي الوجودي، كما لو كان فيلما كلاسيكيا يُعاد عرضه على جيل جديد، فيشاهده وكأنه أُنتج حديثا. رواية تتحدى المعتاد لجهة تنميط الإجابات على الأسئلة الوجودية الكبرى.. وتغري من يتحلّى منّا بشجاعة اقتحام حدقة العين، والغوص في داخلها بحثا عن «وادي المسك». تتحرك شخصيات رواية «وادي المسك» للروائي حسان زين الدين، بعد أن تسمع فراشة النداء: «يجب ألا يظلّ جنس الفراشات غافلا عن سر الحياة»، فتتنافس «لِصُحبة الحكيِمَات الباحِثَات عن المِسك غِذاءً لأرواحهنّ وأجسادهنّ»، وتهيم بحثا عن غزال وحيد يمر بجبالها مرّة كل ربيع، وتصغي لهدهد «يبقى بحِكمته واتِّزانه ورجاحة رأيه النموذج الأسمى والوسيط اللّازم لحرّيّة كُلّ كائن يطير». أما الإنسان، فلا يظهر إلا عبر أستاذ فلسفة، وابنه عالم الأحياء، اللذين يمثلان شاهدين على رحلة فراشة. تبدأ الحكاية في مختبر في سويسرا، قبل أن تقود الأقدار زارا إلى المشرق، حيث تخوض اختبارات مثيرة، تمثل إسقاطات رمزية على سعينا خلف سرّ الوجود، الذي أغفلناه. يمكن النظر إلى هذه الرواية بأنها امتداد لتراث أدبي ضارب في الزمن، من «الحي بن يقظان» في تجليات ابن طفيل والسهروردي، إلى «منطق الطير» لفريد الدين العطار، لكنها تتجاوز استلهام هذا التراث، لتُعيد تشكيله برؤية معاصرة. النص مكثّف كمعراج يتسامى عبق المسك منه في فضاءات المخيال الصوفي، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والسرّ، بين الأرض والسماء، بين الدنيا والجنّة والعوالم الخفية، بين الفراشة والنور، «كأننا قدماء، قدماء في معرفة واحدنا للآخَر». و»الكَون كُلّه.. مساحة قلب فراشة». تمتزج في رحلة زارا نحو قمة باب السماء التحديات بدهشة «انكشاف معنى وجودنا في الفراشة الأصل». تتعرف هناك على حكماء من جنسها ويتعّلق قلبها بقلب أحدهم: «وماذا لو قلت لك إن اللقاء بك هو بالنسبة لي غاية الطريق! والتباصر معك خير لي من امتلاك الزهور والثمار والرياحين كلّها؟»، ولكي يجعلها صانعة لقدرها، يوضح لها أنه: «مُخطئٌ مَن اعتقد أنه طار أو يطير بجناح سِواه، فهذه طريقة صناعة الأتبَاع لا الأحرَار». هل كُتب على الفراشات أن تحترق بوهج اللهب، كما في الحكايات القديمة، مثل «ملكة الجن» (the Faerie Queene) لإدمون سبنسر؟ لكسر هذا التصور التراجيدي، تطرح الرواية بديلاً آخر أكثر تفاؤلاً لمسألة المعرفة: الغوص في النور بدل الاحتراق، اختراق الحقيقة بدل الفناء فيها، مع الاحتراز من أن «النشاز عن النغمة هو تحرّر مِن رحلة الحقيقة، وهذا النوع مِن التحرّر هو استقالة وليس حُرّيّة». وكيف يمكن تجاوز فكرة الخلاص المأساوي الذي علق عنده جون ميلتون (John Milton) في «الفردوس المفقود» (Paradise Lost)؟ بالتكيّف وإتقان «فن التماهي»(عنوان الفصل العاشر) وحضور النموذج الأخلاقي كشرط مسبق للتدرج في معراج الحقيقة، برفقة «اليقين بوجود فراشات وادي المسك الأكثر كمالاً». نحن أمام لغة متينة ذات طابع شعري في رواية وازنة، نسيجها مختلف عما ألفناه. تجري أحداثها في القاهرة التاريخية، في زمنين متداخلين، ويظلل تلك الأحداث «القلق» المواكب لتحولات يقودها ذكاء اصطناعي، متقد، لكنه ليس حكيما بالضرورة، بالإضافة إلى البعد النقدي تجاه الراهن، تُظهر الرواية انحيازاً واضحا لموقف وجودي يرفض استباحة منظومة القيم، عبر طفرات تعميم التفاهة، ويقاوم إخضاع العالم للتطور التقني. كما يسلط الضوء على خيار السير في الطريق المعاكس بعيون مفتوحة نحو «عالم الداخل حيث معاني الأشياء أفكار قائمة بذاتها دون قياس أو انفعال، مثلها مثل معاني الألوان». يجول بنا حسان زين الدين بين 14 فصلاً موزعة على 212 صفحة، ويدعونا لاجتياز حدود المعلوم، بحثا عن ذواتنا في مرايا الوجود، حيث الحقيقة ليست اكتشافا في الخارج، بل هي انكشاف في الداخل. تماما كما في عالم الفراشات، الرؤية عبور من صحبة ظلال الأجنحة إلى التحليق مع الحقائق. وليس حُرّيّة». وكيف يمكن تجاوز فكرة الخلاص المأساوي الذي علق عنده جون ميلتون (John Milton) في «الفردوس المفقود» (Paradise Lost)؟ بالتكيّف وإتقان «فن التماهي»(عنوان الفصل العاشر) وحضور النموذج الأخلاقي كشرط مسبق للتدرج في معراج الحقيقة، برفقة «اليقين بوجود فراشات وادي المسك الأكثر كمالاً». نحن أمام لغة متينة ذات طابع شعري في رواية وازنة، نسيجها مختلف عما ألفناه. تجري أحداثها في القاهرة التاريخية، في زمنين متداخلين، ويظلل تلك الأحداث «القلق» المواكب لتحولات يقودها ذكاء اصطناعي، متقد، لكنه ليس حكيما بالضرورة، بالإضافة إلى البعد النقدي تجاه الراهن، تُظهر الرواية انحيازاً واضحا لموقف وجودي يرفض استباحة منظومة القيم، عبر طفرات تعميم التفاهة، ويقاوم إخضاع العالم للتطور التقني. كما يسلط الضوء على خيار السير في الطريق المعاكس بعيون مفتوحة نحو «عالم الداخل حيث معاني الأشياء أفكار قائمة بذاتها دون قياس أو انفعال، مثلها مثل معاني الألوان». يجول بنا حسان زين الدين بين 14 فصلاً موزعة على 212 صفحة، ويدعونا لاجتياز حدود المعلوم، بحثا عن ذواتنا في مرايا الوجود، حيث الحقيقة ليست اكتشافا في الخارج، بل هي انكشاف في الداخل. تماما كما في عالم الفراشات، الرؤية عبور من صحبة ظلال الأجنحة إلى التحليق مع الحقائق.
شفيقة وعيل
استاذة جامعية، باحثة وكاتبة صحافية
سعيدة جداً، بالحقيقة، بقراءة رواية "وادي المسك"، التي أهدتني إياها أختي وصديقتي الأستاذة رنا قائد بيه، ووصلتني على بعد آلاف الكيلومترات وأنا هنا في عُمان. استمتعتُ جِداً، روحياً وفلسفياً وأدبياً ولغوياً في قراءتها. وكنت قد التقيت أيضاً الأستاذ حسان زين الدين الأسبوع الماضي في مؤتمر الجامعة الأمريكية في بيروت الذي شاركت به، ووجدت تماهياً كبيراً بين النصّ والشخص، في كلّ عمقه، وأريحيته، وروحانيته أيضاً، وهدوئه. فهو لا يعكس إلا جماليات الرواية. وعرفت أيضاً أنه اليوم(24 أيار 2025) ستُقام مناسبة لإطلاق هذه الرواية، فسمحتُ لنفسي أن أدلي بكلمة بما تلمّسته مِن هذه الرواية مِن جماليات ومِن فلسفة أيضاً. الحقيقة، الرواية في كل عبقرية، تمثلت الروح الإنسانية بالفراشة، هذا الكائن الشفيف المرهف الذي يعيش أيضاً أطواراً تتماه بين ربما بشاعة المنظر، ثم الخروج بجماليات الداخل. أيضاً هذا الكائن الذي يعيش مكابدات ساعياً إلى النور حتى لو كلفه ذلك الاحتراق بالنار. الفراشة التي في رواية "وادي المسك" تبحثُ عن مكانٍ هو في الحقيقة فكرة، هو فكرة الوادي المقدّس الذي يبحث فيه الإنسان عن روحه ليجدها، ثم لا يجدها إلا وهو ينزع عنه غشاوة "المرحلية"، ليطّلع على جمالياتها. ثم بعدَ هذا كلّه، لا يستطيع أن يتعرف على ذاته إلا مِن خلال التعرّف على الآخرين. الاشتغال الفلسفي والروحي الوجداني الذي تناول الأستاذ حسان زين الدين به هذه الرواية، هو اشتغال صادق وعميق وعفوي، إذ لا نكاد نلمس أن هناك تعمّقاً مُفتعلاً في إنتاج الفكرة أو الجمالية. هناك أريحية كبيرة، تجعل القارئ يستمتع بالرواية فنياً، ولكن لا يقف عند فكرة المتعة فقط، وإنما يأخذ بيده ليدخل إلى أغوار النفس، إلى أغوار روحه، ويُسَائِل كثيراً من المفاهيم المُسَلّمة بخصوص هذه الروح، وكينوناتها. تحريك المسلمات، الكشف أو إزاحة اللثام عن الجماليات الفلسفية، نعم قد أسمّيها جماليات فلسفية، التي كانت أحياناً موجعة بمعنى أننا لا نخرج من هذه الرواية إلا بلذّةٍ جارحة. لذلك أنا سعيدة جداً، بالفرصة الوجودية التي أتيحت لي لأقرأ الرواية، لأستمتع بجمالياتها، وأيضاً لأخوض مع مؤلّفها في إعادة إنتاج المفاهيم. لأنه بالنهاية يسلّمنا مفاتيح لكي نفتح أبواب أنفسنا، وكلّ له بابه الخاص. المفتاح واحد، وهو تلك الشفافية النورانية، التي قد تحترق وهي تكابد للوصول. شكراً جزيلاً لهذه الفرصة الجميلة، شكراً للأستاذ حسان زين الدين على منحنا هذا الضوء المعرفي والأدبي الجميل.
إحصل على نسخة ورقية
الأماكن المتوفرة لشراء رواية وادي المسك

Vergin Megastore
01 999 666

Carrefour Stores City Center
01 283 666

Beirut International Airport
01 628 000

ABC Dbayeh
04 416 000

ABC Ashrafieh
01 212 888

ABC Verdun
01 791 777